وهم الحسد- حينما يخلق الخيال حياة موازية فارغة.
المؤلف: ريهام زامكه11.03.2025

(واقع مُرّ):
ثمة شريحة من السيدات، لا يمتلكن من الفطنة والحكمة القدر الكافي، يرسخن في أذهانهن اعتقاداً جازماً بأنهن (مركز هذا الكون الفسيح)، وأن الأنظار شاخصة نحوهن، والقلوب تغصّ بالحسد تجاه حياتهن، تلك الحياة التي هي في جوهرها خواء، لا تحمل في طياتها ما يستدعي الغبطة أو التمني، وفي مستهل هذا الحديث الذي لا لبس فيه، نقول وبصوت عالٍ: (وشهد شاهدٌ من أهلها).
أقسم لكم أنني لم أسرف في هذه المُقدمة قيد أنملة، فأنا على معرفة شخصية بنماذج عديدة من النساء اللواتي يعشن في (عالم مُوازٍ)، حيث تستميت الواحدة منهن في الدفاع عن قناعتها الراسخة بأن الجميع يتربص بها، والحسد ينهش قلبها بلا هوادة، فترى أن كل خطوة تخطوها هي مرصودة ومحسودة، وكل كلمة تُوجه إليها هي نابعة من الحقد والضغينة، وكل سؤال يُطرح عليها هو بمثابة تحقيق، وكل هدية تتلقاها هي فخ مُحكم، لتعيش مع ذاتها في (فيلم سينمائي درامي) مُتخيلة أن كل من يحيط بها يحيكون لها المؤامرات وينظرون إلى حياتها وممتلكاتها بعين الحسد، وهي في حقيقة الأمر، لا تملك سوى الستر والعافية !
دعونا نتحلى بالمزيد من الواقعية والإنصاف؛ تُرى ما الذي يدعو إلى الحسد تجاه شخص لا يملك شيئاً جوهرياً في الأساس؟ وهنا لا أقصر حديثي على الأمور المادية فحسب، بل أتطرق أيضاً إلى الأخلاق الحميدة، والنية الصافية، والنفس الأصيلة الكريمة التي ترد الجميل لمن أحسن إليها، والقلب الطاهر النقي.
هذه الصفات النبيلة قلّما نجدها مجتمعة عند الشخص الذي يسيطر عليه وهم الحسد، فالناس من حوله غارقون في تفاصيل حياتهم اليومية، ولا يكاد أحد ينتبه إلى وجوده أصلاً، ولكن في ذهن هذا الشخص الذي يدعي أنه محسود، تدور أحداث لا وجود لها إلا في مُخيلته الجامحة، وحتى لو كان لا يملك ما يستحق الحسد، فإنه سيعمل جاهداً على اختلاقه وتصويره.
إن الحسد موجود لا محالة بين الناس، سواء كانوا رجالاً أم نساء، ولكن أن يعيش المرء مُتوهماً بأن الجميع يحسدونه، فهذه قمة السخافة والعبث، لأنه ينظر إلى كل من حوله، من الأهل والأصدقاء والجيران والأقارب وحتى الغرباء، وكأنهم اجتمعوا وتآمروا على حسده فقط.
ومثل هذا الشخص يعيش بقناعة راسخة بأن الناس تراقب أدق تفاصيل حياته، وإذا ما ألمّ به أي مكروه، فإنه يستبعد تماماً أن يكون السبب هو سوء الطالع أو التخطيط الخاطئ، بل يجزم بأنه حسد صريح وواضح لا لبس فيه !
وقد يصل هذا الهوس بالحسد إلى مستويات مُضحكة مُبكية في آن واحد، عندما يبدأ الشخص المُتوهم بتفسير كل حركة، وكل كلمة، وكل سؤال، وحتى كل دعوة تُقدم له، على أنها مؤامرة مُحكمة وحسد دفين يضمره الآخرون في قلوبهم !
فالشخص الذي يعتقد على الدوام بأنه محسود، لا يرى الحياة بمنظار سليم، بل يعيش في فيلم من الأوهام والخيالات السرابية، وتبقى الحكمة الوحيدة التي يمكن أن نستخلصها من هذه الحالة:
إذا كنت لا تملك شيئاً ذا قيمة، فاجعل الناس يعتقدون أنك تملك كل شيء، حتى لو كان ذلك مجرد (وهم وخداع).
وقبل أن أختم حديثي هذا يا معشر الحُساد والمحسودين؛ روت لي إحدى السيدات قصة طريفة، حيث سألت صديقة لها عن أحوال زوجها، فأجابتها الصديقة بتفاخر مُصطنع:
«والله أبو خالد حبيبي دايم مشغول ومُنهك، تعرفي الرجّال اللي مثله ما يعرفون الراحة أبد، النجاح مسؤولية عظيمة».
ثم تمتمت في سرها بخوف مصطنع: «الله يحفظني ويحفظ بيتي وزوجي من عيون هالحسودة الحقودة»، ويا ليتها اكتفت بذلك، بل أخذت (المسكينة) بقايا فنجان قهوة صديقتها وشربته تبركاً، لتفاجأ بعدها بإصابتها بـ (كورونا).
والحقيقة المرة أن أبو خالد (في وضع لا يُرثى له)، وهو مشغول بالفعل، ولكنه مشغول باللهو والعبث مع أصدقائه في الاستراحة، حيث يمضون أوقاتهم في لعب البلوت !
ثمة شريحة من السيدات، لا يمتلكن من الفطنة والحكمة القدر الكافي، يرسخن في أذهانهن اعتقاداً جازماً بأنهن (مركز هذا الكون الفسيح)، وأن الأنظار شاخصة نحوهن، والقلوب تغصّ بالحسد تجاه حياتهن، تلك الحياة التي هي في جوهرها خواء، لا تحمل في طياتها ما يستدعي الغبطة أو التمني، وفي مستهل هذا الحديث الذي لا لبس فيه، نقول وبصوت عالٍ: (وشهد شاهدٌ من أهلها).
أقسم لكم أنني لم أسرف في هذه المُقدمة قيد أنملة، فأنا على معرفة شخصية بنماذج عديدة من النساء اللواتي يعشن في (عالم مُوازٍ)، حيث تستميت الواحدة منهن في الدفاع عن قناعتها الراسخة بأن الجميع يتربص بها، والحسد ينهش قلبها بلا هوادة، فترى أن كل خطوة تخطوها هي مرصودة ومحسودة، وكل كلمة تُوجه إليها هي نابعة من الحقد والضغينة، وكل سؤال يُطرح عليها هو بمثابة تحقيق، وكل هدية تتلقاها هي فخ مُحكم، لتعيش مع ذاتها في (فيلم سينمائي درامي) مُتخيلة أن كل من يحيط بها يحيكون لها المؤامرات وينظرون إلى حياتها وممتلكاتها بعين الحسد، وهي في حقيقة الأمر، لا تملك سوى الستر والعافية !
دعونا نتحلى بالمزيد من الواقعية والإنصاف؛ تُرى ما الذي يدعو إلى الحسد تجاه شخص لا يملك شيئاً جوهرياً في الأساس؟ وهنا لا أقصر حديثي على الأمور المادية فحسب، بل أتطرق أيضاً إلى الأخلاق الحميدة، والنية الصافية، والنفس الأصيلة الكريمة التي ترد الجميل لمن أحسن إليها، والقلب الطاهر النقي.
هذه الصفات النبيلة قلّما نجدها مجتمعة عند الشخص الذي يسيطر عليه وهم الحسد، فالناس من حوله غارقون في تفاصيل حياتهم اليومية، ولا يكاد أحد ينتبه إلى وجوده أصلاً، ولكن في ذهن هذا الشخص الذي يدعي أنه محسود، تدور أحداث لا وجود لها إلا في مُخيلته الجامحة، وحتى لو كان لا يملك ما يستحق الحسد، فإنه سيعمل جاهداً على اختلاقه وتصويره.
إن الحسد موجود لا محالة بين الناس، سواء كانوا رجالاً أم نساء، ولكن أن يعيش المرء مُتوهماً بأن الجميع يحسدونه، فهذه قمة السخافة والعبث، لأنه ينظر إلى كل من حوله، من الأهل والأصدقاء والجيران والأقارب وحتى الغرباء، وكأنهم اجتمعوا وتآمروا على حسده فقط.
ومثل هذا الشخص يعيش بقناعة راسخة بأن الناس تراقب أدق تفاصيل حياته، وإذا ما ألمّ به أي مكروه، فإنه يستبعد تماماً أن يكون السبب هو سوء الطالع أو التخطيط الخاطئ، بل يجزم بأنه حسد صريح وواضح لا لبس فيه !
وقد يصل هذا الهوس بالحسد إلى مستويات مُضحكة مُبكية في آن واحد، عندما يبدأ الشخص المُتوهم بتفسير كل حركة، وكل كلمة، وكل سؤال، وحتى كل دعوة تُقدم له، على أنها مؤامرة مُحكمة وحسد دفين يضمره الآخرون في قلوبهم !
فالشخص الذي يعتقد على الدوام بأنه محسود، لا يرى الحياة بمنظار سليم، بل يعيش في فيلم من الأوهام والخيالات السرابية، وتبقى الحكمة الوحيدة التي يمكن أن نستخلصها من هذه الحالة:
إذا كنت لا تملك شيئاً ذا قيمة، فاجعل الناس يعتقدون أنك تملك كل شيء، حتى لو كان ذلك مجرد (وهم وخداع).
وقبل أن أختم حديثي هذا يا معشر الحُساد والمحسودين؛ روت لي إحدى السيدات قصة طريفة، حيث سألت صديقة لها عن أحوال زوجها، فأجابتها الصديقة بتفاخر مُصطنع:
«والله أبو خالد حبيبي دايم مشغول ومُنهك، تعرفي الرجّال اللي مثله ما يعرفون الراحة أبد، النجاح مسؤولية عظيمة».
ثم تمتمت في سرها بخوف مصطنع: «الله يحفظني ويحفظ بيتي وزوجي من عيون هالحسودة الحقودة»، ويا ليتها اكتفت بذلك، بل أخذت (المسكينة) بقايا فنجان قهوة صديقتها وشربته تبركاً، لتفاجأ بعدها بإصابتها بـ (كورونا).
والحقيقة المرة أن أبو خالد (في وضع لا يُرثى له)، وهو مشغول بالفعل، ولكنه مشغول باللهو والعبث مع أصدقائه في الاستراحة، حيث يمضون أوقاتهم في لعب البلوت !
